الاثنين، 28 أبريل 2014

تعالى نسير معا فى مدينتنا.. مدينة اﻷشباح.. مدينتنا لم يهجرها أحد ولكن تحول كل من فيها إلى أشباح.. ﻻ تمسك بيدى فأنا ﻻ أريد أن أشعر بالدفء هذا الصباح.. أريد أن تتخللنى البرودة.. أريد أﻻ تشعر أطراف أصابعى بالغربة حين تداعب خدود اﻷطفال الباردة أو تستقر بين كفوف كبار اﻷشباح.. تعالى نذهب إلى الميناء كما يفعلون كل صباح.. مينائنا ﻻ تغادره وﻻ تعود إليه سفن.. مينائنا تغادره أحﻻم ويعود إليه حطام.. تعالى نبحث بين الحطام عن حلم يخصنا فنعلقه على جدار الذاكرة أو نشعل فيه النيران.. الجميع يفعلون ذلك تلك طقوس اﻷشباح.. كلهم على الميناء يحتضنون الحطام.. كلهم فى المساء يشعلون فيه النار يرقصون حوله حتى تتساقط عنهم اﻷحﻻم.. فلم نعجز أن نكون مثلهم..
عجزنا من قبل أن نطفئ نيرانهم الباردة.. أن نوقظهم من رقصتهم.. أن نخرجهم من عيونهم الشاردة.. فلم ﻻ نرقص معهم..
تعالى نعترف بأننا أعجز من أن نوقظ مدينة اﻷشباح.. وأضعف من أن نسكنها.. و أغبى من أن نغادرها.. وأعند من أن نتحول إلى أشباح.. تعالى نعترف بأننا نحن الغرباء فيها ﻻ اﻷشباح..

السبت، 26 أبريل 2014


تجوب مدائن الحزن والفرح... وتجرب جزر الصمت... و تعود إلى الطريق كما كانت... ﻻ سكنها حزن وﻻ فرح... وﻻ سكنت إلى الصمت... تعود ساخطة صاخبة... تبحث عنها فى غابات الزهر والشوك... تعود بحقائب مثقلة... بوجوه حراس المدائن ورمال شطآن الصمت... تسير و آثار خطواتها الغائرة تمنح الطريق بعضا منها... تمنحه حيرة البحث...
تسير.. تجوب وتجرب.. تعود لتبحث.. ولكنها أبدا ﻻ تسكن وﻻ يسكنها سوى الصخب...


 

الجمعة، 25 أبريل 2014


يحدثنى الليل بالكثير عنى وعنك... يعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا... أسمعه بلهفة من وجد من يحمل عنه عناء البوح بما فى صدره... لهفة من وجد حقيقة مل مراوغتها... أنتوى خيانته فى الصباح...
أهاتفك ما أن أفتح عينى ﻷخبرك بكل ما ملأنى به الليل...
صباح الخير... يأتينى صوتك عبر الهاتف...
أفتح فمى تتكسر الكلمات وتسقط فى المسافة الفاصلة بينه وبين سماعة الهاتف... أحب الكلمات وتحبنى... أعرف منها وعنها الكثير ولكنى رغم ذلك أقف عاجزه... فحقائق الليل الواضحة طلاسم بالنهار... تطول فترة صمتى... أستمع لأنفاسك المضطربة أتسائل هل فعل بك الليل ما فعل بى...
صباح الخير... أجيب أخيرا...
رعشة صوتى المختنق بالعجز تقول...
صباح بارد كسماعة الهاتف... صباح قاس كخيانة الكلمات...
نملأ الفراغ بتبادل بعض السخافات ننهى المكالمة... نلعن الهاتف... نلعن بعد المسافات...
 
 



الثلاثاء، 22 أبريل 2014

 
كن لى صمتا يقرأنى
كن لى صوتا يحكينى
إصنع من كلماتك واحة
من جدب الكون تنجينى
كن لى مرسى وكن لى موج
أبحر فيك حتى يقينى
ارسم بسطورك تاريخى
كن لى إعادة تكوينى
المس قلبى بسن القلم
تسرى حروفك فى شرايينى
تروى الروح فتهمس عينى
لحنا يحمل سر حنينى
 

الأحد، 20 أبريل 2014


أتفقد الكون من حولى فيخيفنى الزحام..
أتفقد الكون بداخلى فيرعبنى الخواء..
الزحام والخواء كﻻهما بﻻ بشر بﻻ ألوان..
كتلة صماء أو موجة تبتلع اﻷشياء.. تحاول أن تحتويك تمتص منك اﻷلوان..
يرتفع ضجيج خوفى فتنبت لكتلة الزحام آﻻف اﻷعين ترقب خوفى.. أهرب للخواء.. أعزف بيدين ترتعشان لحنا مكسورا أقاوم به الخواء.. أتمنى أن يعلو عن صوت خوفى.. أن يغلق أعين الزحام..


الثلاثاء، 15 أبريل 2014

كلهن رأين بيمناى باقات الياسمين.. وحدها رأت بيسراى السكين.. أحبتنى كإنسان لا كشجرة ياسمين.. قالت أخاف جرح السكين.. و وعدتها أﻻ يرى قلبها منى سوى الياسمين.. بريئة كانت ﻻ تعرف أن أقسى جراح القلب تفوح منها رائحة الياسمين..

الأربعاء، 9 أبريل 2014

قبل كتفها فى رقة ثم همس فى أذنها.. أحب هذا الوشم تكاد الفراشة تبدو حقيقية..
أجابت دون أن تستدير بصوت خفيض.. ذلك ﻷنها فراشة حقيقية..
أغمضت عينيها وتذكرت كيف رأتها فى قفص الطفل الصغير.. جميلة حزينة مستكينة لمصيرها..
شعرت بشيئ ما يربطها بها.. فجأة صار الكون حولها قفص كبير.. شعرت بإختناق.. ودون تفكير أختطفت القفص من يد الطفل وأخذت تعدو وسط دهشة الجميع من هذه الحمقاء التى تفسد فرحة طفل صغير..
عدت حتى إبتعدت عن الجميع.. فتحت لها القفص لتحلق فى حرية.. فإذا بها تستكين على كتفها.. عجبت ﻷمرها كيف تستكين هكذا وبراح الكون أمامها..
شعرت بوخز ورأتها تندس أسفل جلدها..
ﻻ قفص فى الكون يقيدك لو كانت حريتك بداخلك.. أسفل جلدك كفراشتى..
إستدارت لتخبره سرها فوجدته نائما وعلى وجهه إبتسامة طفولية..
قبلته وغفت بدورها بين ذراعيه..
فى الصباح إستمعت له بإبتسامة واسعة وهو يروى حلمه العجيب عن وشمها.. وشعرت بخفقات أجنحة رقيقة على كتفها...

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

اﻷمس غائم بين تراب وضباب
والغد ممتقع بين رعب وسراب
واﻵن
اﻵن أقسى اﻷزمان
اﻵن لحظة تتمدد فى دهاء
تسرق اليوم والغد
وبقايا اﻷمس من اﻷذهان
هناك يبتعد ويبتعد
وهنا لم يعد هنا بعد اﻵن
ثم تنساب منك زفرة
زفرة طويلة لم يسبقها شهيق
كل ما بها من داخلك أنت
ثم أنت لست أنت
تفاصيلك الصغيرة تحملها ذرات الغبار من حولك
غادرتك وتأبى أن تبتعد عنك
بقيت عالقة فى فقاعة ضبابية من حولك
تخبرك أنك لم تعد أنت ولكنك لن تكون غيرك
طفل صغير أنت فى حاجة ماسة لضمة
و ﻻ حضن بالكون يتسع لفقاعتك
اﻵن أقسى اﻷزمان
وهنا ليس هنا بعد اﻵن
 
 

الجمعة، 4 أبريل 2014

اليوم أكسر أقﻻمى... أصنع من أجزائها الصغيرة دمية خشبية أهديها لطفل عابر بحياتى...
اليوم أمزق أوراقى... أناشيد فرحى وترانيم حزنى... أجلس على حافة ذاكرتى وألقى بها للكون الدائر من حولى... تدور وتختفى سريعا مخلفة فراغا محببا مخيفا...
أغوص بين الكلمات بﻻ قلم...
أغوص بين اﻷصوات بﻻ صوت...
ربما غدا تطاردنى الكلمات...
ربما ينادينى الصوت...
ربما غدا أضعف وأتشبث بهما...
لكن اليوم أعدنى أن أكون قوية...
أعدنى أن أبحر فى صمت...

الخميس، 3 أبريل 2014


على الطوف الخشبى خوف وأمل فى النجاة
على الطوف أحياء وﻻ حياة
 


 ربان السفينة الغارقة يعلن نفسه قائدا
على الطوف خوف وقائد وأمل فى النجاة
القائد يأمر وينهى ويقتل من يعصاه
على الطوف خوف وموت وأمل فى النجاة
رجﻻن على كسرة خبز يتقاتﻻن
على الطوف خوف وجوع وأمل فى النجاة
فى صمت نراقب متمردا يعلن العصيان

على الطوف خوف وصمت وأمل فى النجاة
 


 على الطوف خوف وموت وجوع وصمت وأمل فى النجاة
على الطوف موتى وجوعى وأحياء وﻻ حياة