الخميس، 29 مايو 2014

راقصنا الزمان على حواف الدائرة
وراقص خوفنا اﻷمل على أوتار قلوبنا الحائرة
دارت العقارب دورة كاملة
و دقت الساعة فانتبهنا فى اللحظة الخاطئة
لحظة اكتمال الدائرة
انتبهنا للنهايات تسلمنا للبدايات
رأينا عند البداية آثار أقدامنا غائرة
فتوقف الزمان بنا
سقط الخوف واﻷمل فى غياهب الذاكرة
وتمزقت اﻷوتار بﻻ آهة ألم واحدة
كتمت الغصة أنفاس آخر الصرخات الثائرة
على وجوهنا تجمدت رعشة باردة
بين انكسار ضحكة وإنتصار دمعة غائبة
دارت عقارب الزمان الجائرة
وخطونا فوق جراحنا بخطوات ثابتة
بﻻ خوف وﻻ أمل.. بﻻ صوت وﻻ ألم
غصة.. و رعشة.. ونزف بالذاكرة

الجمعة، 23 مايو 2014

كنا نسير فى تيه الصحراء
وكان السراب نجمنا الهادى
يلقى بنا تارة للرمال تنهشنا
فأتساءل.. ألعنتنا؟
ويصل بنا تارة لواحة تداوينا
فأكمل.. أم سر البقاء؟
ويهتف بى رفيقى المنهك مثلى
انظر أمامك أﻻ ترى
سرابنا ما عاد يشبهنا
قل لى من يتحكم فى شكل الحلم
أجيبك لعنة ام سر بقاء...

الاثنين، 19 مايو 2014

أتساقط كقطرات مطر نبذتها السماء
تلملمنى كلمة منك
فأسيل بين كفيك جدولا
تنهل منه كيف تشاء
وأذوب أذوب فى لحظة اﻹرتواء

يحملنى صوتك خلف حدود الكون
يبعثرنى فوق جبال صماء
وينادينى صمتك يأسرنى
كغناء رعاة أو ألحان حداء

آتى صدرك فى طاعة عمياء
أستمع لنبضكيتردد كتهويجة أم
تعانق ترانيم مساء

أغفو بين يديك طفلة
تسكن خيمة بيضاء
تنسجها لى وحدى
من كلمات عذراء
لم تعرفها أذن
وﻻ رددتها أصداء

الأحد، 18 مايو 2014

وقفت فى ساحة الحيرة تتأمل بوابتى القرار فى رعب.. كان حارس بوابة العقل يحيط قلوب المارين عبر بوابته بقفص صغير تبطنه أشواك ذهبية تقوم بوخز القلب إذا ما اختلج بما يخالف إيقاع العقل الرتيب.. بينما منح حارس بوابة القلب المارين قفص كبير يتسع للمار وعالمه أيضا يكاد المار يكون حرا بداخله لوﻻ آﻻف العيون المستنكرة التى تبطنه واﻷفواه التى تهمهم باحكام غاضبة..
بدا اﻷمر مرعبا سألها حارس القلب بابتسامة.. اول قرار كبير؟ بينما لوى حارس العقل شفتيه فى تهكم.. هزت رأسها فقال ولكن عليك ان تختارى اﻵن.. هتف حارس العقل فى تبرم هيا قررى.. قررى.. قررى..
استيقظت وعقلها يطن قررى.. ارتدت مﻻبسها على عجل وغادرت غرفتها التقت بعيون امها التى كانت تشبه حارس العقل اﻵن تكاد عيونها تهتف بها قررى.. قررى.. مرت أمام أبيها فأدركت كيف يمكن لوخز النظرات الغاضبة ان يكون أقسى من آﻻف اﻷشواك..
فتحت باب الشقة وهى تتمنى أن تفتح صدرها وتسمح لقلبها بالتحليق بعيدا حيث يختلج كما يهوى..
ولكنها توقفت قليﻻ ثم قالت دون أن تستدير موافقة.. أغلقت الباب خلفها فى هدوء سجان عجوز وارتجف قلبها فزعا بين اﻷشواك الذهبية..



الأربعاء، 14 مايو 2014



يجمعه بهم نفس رصيف المقهى كل ليلة.. يماثلونه فى العمر يعرف أسمائهم جميعا ولا يعرف أيهم اسمه ربما وﻻ مﻻمحه أيضا.. يجلسون حول طاولتهم المفضلة بمﻻبسهم النظيفة يتحدثون عن هموم الوطن بمصطلحاتهم الرنانة..
ويختار مجلسه على الرصيف بقربهم بمﻻبسه الملوثة بمختلف ألوان الورنيش يجسد هموم الوطن يطرق عدته طرقات رنانة أيضا..
اﻷحزان واحدة و ان اختلف شكل الحزن.. فالحزن أيضا يعرف الفروق الطبقية حزنهم يدعى إكتئابا يمنحهم شيئا يشبه الجﻻل أو الهيبة التى ﻻ تليق بأعمارهم..
و حزنه حزن جميع الفقراء يدعى بؤسا يمنح وجهه خشونة ﻻ تليق بمﻻمحه..




ودعت غربتى أخيرا وعدت إلى قريتى.. يوسف أول من أريد أن أرى.. على سطح ماء النهر وجدته ممددا.. يوسف.. يوسف..لم يجبنى.. مددت يدى.. تشبث بى دعنى أنتشلك.. و ﻻ شيئ.. يوسف كان جذع شجرة مجوف يحمله الماء.. تمددت بجواره.. احتضنته.. أصبحت نبتة خضراء على سطحه.. مل النهر من حملنا فألقى بنا إلى الشﻻل.. رأيته يبتسم لى أثناء سقوطنا.. هبطنا وسط أشواك كثيرة.. نبتتين خضراوين.. خفت.. التف عودى اﻷخضر حول يوسف الذى ارتفع بفروعه عاليا وارتفعت معه.. نظرت لﻷسفل.. كانت اﻷشواك قد اختفت ونبتت لنا أقدام.. عدونا سويا إلى النهر.. جذبنى يوسف لنقفز.. خفت ان نعود جذع ونبتة.. أشار الى يميننا.. رأيتنى هناك شاردا أحدق فى النهر.. كان وجهى عجوز مخيف كجذع شجرة مجوف.. قفزت معه إلى الماء فعدنا طفلين.. يوسف يا رفيق العمر.. يوسف يا طوفى الخشبى.. كيف بعثت الروح فى هذا الجذع الجاف.. كيف انتشلتنى من غربة عدت بها دون أن أدرى.. مددت لك يدى ﻷنتشلك وكنت أنا الغريق.. تشبثت بى وتشبثت بك حتى عدت بى إلى روحى.. فوجدتنى و وجدتك هناك مبتسما.. ترحب بعودتى فى براءة وكأنك لم تكن من أعادنى..

الأحد، 11 مايو 2014

تقول قواعد الفيزياء أن اﻷقطاب المتشابهة تتنافر.. ولكن ما لم يحدثنا عنه هؤﻻء العلماء هو التقارب القصير السابق للتنافر.. لم يخبرونا باﻷثر المخيف لتقارب اﻷقطاب القوية قبيل تنافرها.. ليتهم فعلوا.. ليتهم..
كان يعرف أنه مختلف.. به شيئ كالشمس يجتذب اﻵخرين للدوران فى مجاله فى مدارات يصنعوها بأنفسهم ويحدد هو درجة قربها أو بعدها بمهارة.. هى أيضا كانت لها شمسها الخاصة ولكن على عكسه كانت تجيد إخفائها فقد كانت تكره أن تكون مركزا لدوران أحد.. كانت تكتفى بتمثيل دور القمر تعكس نورا عذبا على وجه من تريد..
الحمقى فقط ﻻ يعرفون قدرهم او قدر غيرهم لذا حين التقيا عرف كل منهما على التو أنه أمام شمس أخرى.. إقتربا بفرحة من يعثر على من يتحدث لغته فى مدينة غريبة.. كان التقارب قصيرا وكان التنافر محتوما فهى لن تدور فى مجاله وهو لن يتخلى عن كواكبه.. ولكن هذا التقارب القصير كان كافيا ليعرف أنه وحيد رغم كواكبه ولتعرف انها تخدع نفسها.. كان كافيا ليرى كل منهما الفراغ بداخله.. ليعرف ما يفتقده وكأن اﻹنسان ﻻ يعرف قبح اللغة الغريبة على لسانه سوى بعد لقائه بغريب يتحدث لغته.. كان كافيا ليصبح التنافر قاسيا والتباعد مؤلما..
كان التقارب كافيا لتختلف مجاﻻتهما.. لتضطرب الكواكب من حولهما.. كان كافيا ليتغير عالميهما إلى اﻷبد.. ولكنه لم يكن كافيا أبدا لتغيير قواعد الفيزياء..


الخميس، 8 مايو 2014

أبناء الطريق

كان الوقت متأخرا حين خطت أولى خطواتها بهذا الشارع الجانبى.. كان مظلما إﻻ من عمود واحد تراكم التراب على مصباحه لتبدو إضاءته أقرب إلى الظﻻم منها إلى النور.. فكرت لوهلة أن تعود إلى الشارع الرئيسى ولكنها لم تكن ممن يعترفون بخوفهم من أى شيئ.. لذا إستكملت خطواتها فى هذا الشارع الخالى من أى أثر للحياة سوى هذا العجوز الجالس على الرصيف ينظر لها.. هذا إن أمكن إعتباره حيا بتلك النظرة الخالية من التعبير على وجهه..
ما أن إقتربت منه حتى رفع رأسه وقال لها.. ﻻ تخافى يا مريم فمثلك ﻻ تخاف الطريق..
كان من الممكن أن تكمل سيرها ولكنها إستدارت فى عند طفولى وأجابته.. لست خائفة كما ان اسمى سلمى لا مريم..
إبتسم فى هدوء قائﻻ.. أعرف أنك لست مريم بعد ولكنك ستكونين أنا أرى لك نفس ألوانها ألوان ابنة الطريق..
ضحكت ساخرة وقالت.. أى ألوان ألى هالة كالقديسين؟.. أجاب.. بل أشعة متناثرة تخرج من عينيك كتلك الصفراء العنيدة اﻵن.. أو كفيروز أبناء الطريق الذى رأيته منذ قليل.. أنتى راحلة أليس كذلك؟
كانت بالفعل راحلة غدا فى بعثة سعت لها بكل قواها.. ﻻ لشيئ سوى رغبتها فى إستكشاف ذاتها بعيدا عن كل ما تعرفه.. على الرغم من سيريالية المشهد إﻻ أنها شعرت برغبة فى إستكمال هذا الحديث الذى يبدو كخيال أو كحلم قاتم اﻷلوان..
جلست بجواره وقالت.. أتعرف لو رآنى أحد معارفى أتحدث إليك اﻵن لتعجب ﻻ لغرابة الموقف وهو جد غريب.. ولكن ﻷنى لم أتحدث ﻷحد منهم منذ حين.. أتعرف أن صديقتى المقربة غاضبة ﻷنى أتهرب منها وأمى تتهمنى بأن قسوة الغربة سكنتنى قبل أن أسكنها هم فقط ﻻ يفهمون.. سكتت فأكمل لها.. ﻻ يفهمون أنك ﻻ تريدينهم أن يروا عﻻمات التحول اﻷولى فيك تريدين أن تحتفظ عيونهم بصورتك القديمة حتى تستطيعى العودة لها حين تعودين من رحلتك ﻹستكشاف ذاتك.. لو حاولت هى التعبير عما فى عقلها ما استطاعت قوله بهذا الوضوح هزت رأسها.. قال لها.. ﻻ تتعجبى فأنا أيضا كنت ابن الطريق مثلك ولكن دعينى أحذرك يا مريم.. عيون الناس ليست خزائن نحتفظ فيها بذواتنا القديمة فنعود ونرتديها بسهولة.. من قال أن الفراشة ستحب العودة إلى شرنقتها يوما ما.. نصيحتى لك أريهم تحولك خطوة بخطوة ليتقبلوه فﻻ تنتهين فراشة وحيدة تحت مصباح معتم مثلى.. إحتضنيهم أنظرى فى عيونهم دعيهم يعرفونك يا مريم كما انت ﻻ كما كنت ﻻ تخافى سيحبونك هكذا أيضا وستحبين نفسك الجديدة فى عيونهم.. نظرت له سلمى فى شرود ثم وقفت لتكمل سيرها.. ناداها.. سلمى.. ﻻ تخافى فمثلك ﻻ تخاف الطريق.. كان مبتسما وألق فيروزى يلمع بعيونه الرمادية.. إبتسمت له و أكملت الطريق..

السبت، 3 مايو 2014

أغمض عيونى ﻷرتاح
فتتمرد عليا جفونى
تتهمنى بالخيانة
تحاربنى بجيش من اﻷشباح
أنصاع لثورتها مرغمة
أفتح عيونى فيخترقها
حطام أشياء
وبقايا أشخاص
وأشﻻء أحﻻم
تنغرز كالشظايا بمرايا روحى
فتتكسر بعينى كل الصور
أحطم مرايا غرفتى بيداى
قبل أن أرانى مهشمة كسائر اﻷشياء
أعلق هنا بين الجدران
محاصرة بعجز آﻻف العميان
أبحث لعيونى عن جفون ﻷغلقها فﻻ أجد
عارية عيونى كهذه الجدران
أبحث ﻷحزانى عن دموع لتسكبها فﻻ أجد
جافة منابعى كهذا الزمان
أبحث لمخاوفى عن أشباح لتسكنها فﻻ أجد
حية مخاوفى كعينان تنطقان