الاثنين، 31 مارس 2014

قواعد الدائرة

الحياة يا حبيبتى ﻻ تهتم بنا... الحياة تدور وتدور على كل حال.. والكل معها يدور.. يدور سريعا على اﻷطراف فيراها فى لمحات كمسافر منهك بقطار سريع... أو يغوص فى العمق نحو مركز الدائرة فيدور أبطأ ويقترب من وجهها الحقيقى.. يدور كما يدور فالحياة ﻻ تبالى طالما أنه يدور...
الحياة يا حبيبتى لم تكترث لنا يوما فالزهور لم تتفتح فى الشتاء إحتفاﻻ بحبنا والشمس لم تتأخر يوما عن الشروق لتطيل سهرتنا... لم يتوقف أحدهم عن قتل جاره مع قبلتنا اﻷولى لم تتوقف الحياة لتمنح لحظتنا البهاء...
وغدا عندما أودعك فى المحطة ستكوى دموعى خدك ويتمزق قلبك بصدرى ولكن الحياة لن تبالى... ستطعم المرأة بجوارك وليدها و سيمسك الفتى يد حبيبته فى الزحام... سيموت شخصا ما ويولد آخر وستدور الحياة وتدور... ستدور وإن توقفت بداخلنا... وستطردنا إلى الهامش كما تنبذ قوى الطرد جسم ساكن... سنشاهد دورانها من الخارج و يصيبنا الدوار والغثيان وسنترنح على الحافة...
ربما لو كانت الحياة أقل قسوة ربما لو توقفت لحظات لفرحنا و لحزننا ربما لو فعلت لتمكنا من الدوران معها من جديد أو الوقوف فى تلك النقطة الساكنة بمركزها هناك بقرب من وعوا الدرس وفهموا الحياة حيث ﻻ فرح وﻻ حزن وﻻ دوران... ولكنها لن تفعل... أنا ﻻ أريد البقاء على الهامش وﻻ أستطيع الوصول إلى نقطة الصفاء... أنا أحتاج أن أغرق فى دوامة الحياة... فإذا رأيتنى أغرق ﻻ تمدى لى يدك لتنتشلنى بل اتسعى لتغمرينى ليكون غرقى محببا...

الأحد، 30 مارس 2014


أفتح نافذة بقلبى ليطل الضوء على تلك النبتة الخضراء به... فتتسلل بعض العيون تريد رؤيتها... وأنا نبتتى خجول تقتلها النظرات... فأسارع بغلق نافذتى وأستبدل زجاج عيناى بمرايا تعكس للعيون نفوسها... يرتاح بقربى من يحتاج رؤية نفسه... ويريحنى من ﻻ يفقه نوافذ العيون... أما صديقتى المفضلة فتغض عيونها حين أفتح نافذتى كى ﻻ ترى نبتتى... وإذا رأتها تتناسى غريب ألوانها كى ﻻ تسألنى عنها... صديقتى مثلى تعرف خجل نبت القلوب... لذا نفتح قلوبنا سويا للنور... ونضع المرايا جانبا... يتسلل بعض ما بقلوبنا لتختلط ألوان فرحنا بحزننا... نصمت... ونصمت... ثم نعيد وضع المرايا ونبتسم لنفوسنا فى عيون بعضنا... ونرحل حتى تحتاج النبتة للضوء من جديد فنعود... لنلتقى... لنصمت سويا...



 
جزيرة بينها وبين كل قارة جسر لا تعبره ولا تهدمه... وتبقى جزيرة...
ومحيط يخشى الغرق فيرسل لكل شاطئ موجة ليتشبث به... ولكنه يبقى محيطا خاف الغرق...
وموجة تخشى الضياع وسط المحيط أو الموت على الشواطئ فتحيى حائرة بينهما...تحيى كموجة...
وقارب صغ
ير يطمئن على وجه المحيط كأنما ملك الشواطئ والمحيط...
ونورس هادئ على شراع سفينة... ينتظر رزقه...
ومطر يروى زهرة تنمو على جزيرة...
ونخلة تنحنى على شاطئ ما...
وأنا بين كل هؤﻻء...
وأنا كل هؤﻻء...



الثلاثاء، 25 مارس 2014

التفاصيل


أنا أعشق التفاصيل
أنا أعرف لون فستانك المفضل
وأعرف أثر الجرح فى إصبعك اﻷصغر
أنا أعرف لمعة الفرح فى عينيك
وأعرف رعشة الحزن فى شفتيك
أعرف خريطة ظﻻل رموشك
وأعرف من ضحكتك جنونك
أنا أعرف الكثير من التفاصيل
فأنا أعشق التفاصيل
زهرة أمى المفضلة هى القرنفل
معطف أبى به زر مكسور
صديقة أخى اﻷولى إسمها سارة
خاتم جدتى به فص أزرق
عصا جدى مطعمة بالعاج
أنا أعرف كل هذه التفاصيل
فأنا أعشق التفاصيل
أنا فقط ﻻ أعرف لونى المفضل
وﻻ أعرف التعبير على وجهى اﻵن
كصورة بمرآة متكسرة أرانى
صورة بﻻ تفاصيل
وأنا أعشق التفاصيل

الاثنين، 24 مارس 2014

 
 
قالت الفراشة للزهرة... ربما سنبقى معا دوما فى لوحة الفنان ولكنك لست كل دنياى
وقالت للطفل... إحترس ستﻻحقنى اليوم وستختزل الطفولة فى رأسك فى صورتى ﻷعوام
قالت الفراشة للنهر... لو لى أن أذوب لاخترت الذوبان فيك ومنحت زرقتك ما أملك من بريق
وقالت للهواء... ﻷجلك فردت أجنحتى فاحملنى إلى هناك حيث أكون ما أشاء
قالت الفراشة للقمر... يوما ما سأصل إليك فعانقنى طويﻻ لنرتوى سويا من الضياء
وقالت للحب... ﻻ تعبرنى فتغير لون أجنحتى بل اسكنى وكن أنت لونى
قالت الفراشة للنار... سآتيك يوما طوعا ﻻ ﻷفنى بل ليبقى لونى فى لهيبك إلى الأبد
وقالت لى... رفقا بنفسك يا إنسان فروحك فى جمالى وحريتى والكون فى هشاشتى
 
 


 

الأحد، 23 مارس 2014

قلب مكسورة كلمته متفتفتة لحروف
وقلب صابر قادر يلملمها ولو باﻷلوف
يسهر يجمعها يرتبها... تتشكل حمامة بين الكفوف
ترفرف وتضحك على كسر جبره الصبر... وعلى صابر صبح ملهوف

الأربعاء، 19 مارس 2014

أفتقدك كثيرا...أفتقدك أنت حقا... ﻻ تلك الصورة التى صرت عليها...
أفتقدك فى صحبتك وأفتقدنى معك... وتقتلنى لقاءات تجمعنا وﻻ تكاد تعرفنا...
أرى روحك تشحب دون أن أملك لك شيئا... تتحول إلى إطار بهتت الصورة بداخله تكاد أن نختفى ليبقى مجرد إطار إحتوى يوما صورة رفيق العمر...
دعنا نعد إلى قريتنا قبل أن تجف أرواحنا فى هذه المدينة اليابسة العابسة... وجودنا معا لم يكن كافيا ﻹنقاذ أرواحنا كما ظننا... فدعنا نرحل من هنا...
دعنا نعد فنبحث سويا عن روحك المضيئة حتى نجدها...
سنبحث عند النهر... أتذكر النهر ؟ عندى يقين أنا لو نظرنا لسطحه لرأينا إنعكاس ضحكاتنا الصبية... أكاد أسمع خرير مائه يردد أشعارك التى صارت اليوم منسية...
أتذكر الهواء هناك؟  إعتدت أن أصف رائحته بالخضراء وإعتدت أن تضحك وتصفنى أنا بالخضراء..
أنت أيضا كنت أخضر  كالزرع , أزرق كالنهر وأصفر كالشمس... فأين ذهبت ألوانك؟
أتذكر الشجرة الكبيرة هناك ربما إذا عدنا ستنحنى فتربت أغصانها على أكتافنا وتهمس فى آذاننا تذكرنا بأسرارنا الكبيرة آنذاك... فطالما كانت شاهدة علينا...
دعنا نعد ربما نجد روحك ذائبة بالنهر أو هائمة مع الهواء اﻷخضر الرائحة... ربما إذا إرتوينا من النهر عدنا خضر القلوب كما كنا...
دعنا نعد فهذه المدينة ليست لنا...
هذه المدينة بﻻ نهر...


الاثنين، 17 مارس 2014


ربما لن أتمكن يوما يا صغيرتى أن أؤكد لكى أو أنفى صدق ما تقرأينه فى كتب التاريخ عن فترة عايشتها بنفسى، فمن يعرف أين يبدأ الواقع وأين ينتهى الخيال فى هذا المشهد العبثى.
ولكن دعينى أصف لكى ذلك اﻷلم الجماعى الذى إختبرناه ربما فسر لكى قرارات الجميع المتخبطة.
لقد كنا يا بنيتى كمريض عايش سرطانا خبيثا سنينا طوال، أغمض عينيه كثيرا كى ﻻ يراه ينخر فى أجزاء جسده المختلفة، وفى ليلة راوده حلم الشفاء ففتح عيونه، ليفيق على ألف مشرط يعملون بجسده، القليل يحاول أن يجتث المرض ، الكثير يزرعه من جديد والبعض يفضل أن يفقأ عيون المريض.
أتدركين كم هذا الوجع، لم نتخلى عن حلم الشفاء ولكن الخوف جعله يختلط بحلم البقاء.
أسائرون نحو الموت كنا أم الشفاء؟ أخبرينى أنت إلى أين سرنا...

الجمعة، 14 مارس 2014


يوما ما ربما سأدعوك لجولة بذاكرتى... سأريك الطفلة والصبية وغرفى الخلفية... ستعرف سر الندبة بجبهتى والدمعة المصاحبة لضحكتى...
ولكن إحذر إن فعلت ذلك يوما... فدعوتى ليست لجولة ترفيهية... سأسكن بها قلبك لﻷبد أو ألقى بك فى سرداب الذاكرة المطوية... وفى الحالتين سأحتلك... و أكون بذكرياتك تفصيلة أساسية... لذا فكر جيدا قبل أن تلبى دعوتى... إختر مكانة أبدية... أو انظر لﻷرض وإكتف بإبتسامة سطحية...


 

الثلاثاء، 11 مارس 2014

ناى الصحراء

أنا ناى الصحراء، تروى ألحانى أسرارها و يعكس نايى خفى شجنها...
ولكن اﻷمر لم يكن كذلك قبل العاصفة ...

ولدت فى الصحراء وعشت بها... ولكن كغريب ﻻ ينتمى لها، كيف يشعر المرء باﻹنتماء لمكان بهذا الجدب (هكذا ظننت)، شغلنى حنين دائم لم أعرف سره، بروحى عطش ﻻ يرتوى...
رفيق أيامى الوحيد كان نايى... أرافقت من قبل نايا؟ يتوحد الناى معك فى لحظات الوجع والشجن... يصبح صوتك... يبوح بين يديك بأسرارك وأسراره...
أتفهم حنينك يا صديقى ﻷرض إنتزعوك منها... فما سر حنينى أنا...

و جاءت العاصفة...
إحتمى الجميع منها و وقفت فى إنتظارها... تمنيت أن تحملنى رياحها إلى حيث يأخذنى الحنين أن تخرجنى من غربتى فى هذه الصحراء...
لم تحملنى العاصفة يومها... إقتحمتنى... جوفتنى ..جففت عودى كما يجدر بناى جيد أن يكون...
أسكنت الصحراء بداخلى بدﻻ من أن تحملنى لخارجها... عرفت العاصفة سر حنينى وجهلته... كنت أولى الصحراء ظهرى وأبحث... ولم بكن عطشى إﻻ لأسرارها... بكماء ظننتها؟ بل كنت أنا اﻷصم... كيف يشعر بالغربة من تكشف له الصحراء عن سرها...

تتردد أنفاس الصحراء اﻵن بداخلى تهمس لى بشجونها... نتوحد ونبوح عبر نايى كل ليل بسر جديد...

الأحد، 9 مارس 2014

يضع قناع المﻻك كلما جاءنى
يحسب اﻷحمق أنى أعشق قناعا
أيها الغريب أراك خلف القناع
وأعرف أنك تنزعه مختنقا فى غيابى
أيها الغريب... أحبك أنت
فمن تحب؟
أنا..أم قناع يتسع بقربى فيليق بك؟
أتعشق المﻻك فى؟
أم الذى يظهر فيك بقربى؟
لو إتسع القناع فتلبسك... لو دام المﻻك فيك...
فمن تكون؟
ولو ضقت به فى القرب كالبعد... لو إنتزعته...
فمن أكون؟
أخاف أن أصبح المرآة التى رأت وجهيك فتحطمنى
أخاف أن تضيق بى كما القناع وعنك تمزقنى
الخق أنى... أخاف حبك وأخاف أن تتركنى


فى صغرى كانت كوابيسى تنتهى دوما بأن يخذلنى صوتى تختلف اﻷحداث ولكن بالنهاية أحاول أن أستغيث فيخذلنى صوتى
فى اﻵونة اﻷخيرة
صارت تخذلنى الكلمات ولكن فى الصحو ﻻ اﻷحلام
أهرب من منتصف أى حوار أو نقاش
أرفع سماعة الهاتف ثم أضعها قبل أن أجرى اﻹتصال أكتب كلمات وأمسحها عدة مرات
أحكى نصف حكاية أسأل نصف سؤال وﻻ يعنينى جواب
أضاقت الكلمات من كثرة ما حملناها فهربت
أم صار ما بنفوسنا أكبر من الكلمات
أتناقص كلماتنا علامة نضج أم هم الصغار بداخلنا يستغيثون بلا صوت


 
دخلنا المتاهة ماسكين إيدين بعض
شوية شباب أبيض ميتخيروش عن بعض
متاهة...وما أدراك ما المتاهة
مفترقات كتير ..والطرق ياما
ومفترق ورا مفترق.. نفترق
نتفق ..نختلف..وﻻ عمرنا
عرفنا مين كان معانا وﻻ مين اختلف
ومفترق ورا مفترق..نتقسم
ومن تانى برده نتفسم.. راح الونس
و راح كل واحد من طريق ...

والطرق متجمعة جوا المتاهة
والمتاهة دخلناها متغميين زى بعض
شوية شباب أبيض ميفرقوش عن بعض
 

 




عن شعب مصر الذى ﻻ يموت
ذلك الشعب الغريب تراه بعبنبك مضرجا بدمائه وتبكيه طوال الليل لتستيقظ على أصوات صلاة رجاله فى المساجد وضجيج أطفاله فى الشوارع وأحاديث نسائه التى ﻻ تنتهى
تكاد ﻻ تصدق عيونك ...ولكنها الحقيقة ذلك شعب يحيى حتى مع الموت
قسوة أم براءة ..إستسلام أم صمود ..قوة أم سذاجة.. ﻻ أعرف ربما خليط من كل هذا
ولكنه شعب ﻻ يموت فإطمئنوا
 



 

البعد عنك منفى
والحنين قاتل يا أماه
حاربى المسافة بيننا
على أستيقظ بقربك
قاتلى اﻷيام بيننا
على اعود إلى حضنك
طفل ﻻ يحمل للدنيا هما
 آه يا أماه لو تعرفى
كم كبرت فى البعد
ثقيلة هى خطوات العمر فى البعد...
وآه لو تعرفى
كيف تحاصرنى فى الغربة الحدود
تكبل وجودى بألف نوع من القيود
وأنا يا أمى الذى تقتله الحدود
حتى أحلامى قيدتها الحدود

 آه يا أماه
أرجوكى ﻻ تعرفى
ﻻ تحاربى ...ﻻ تقاتلى
بخير حال أنا يا غالية
ﻻ تقلقى
فقط ..كبرت فى البعد

الجمعة، 7 مارس 2014

ساعات أحس الحاجات بالعكس
أقول مالك... فأحس إنى فضفضت
وأقول معلش فأرتاح... كأنى على روحى طبطبت
وأحضن حضن دافى فأﻻقينى جواه إتحضنت
وأبدل دمعة بضحكة فافرح واقول آمنت
ان الدفا رسالة بتوصلك وإنت بتقول بلغت

الخميس، 6 مارس 2014

تدور فى الطرقات متلهفا... تبحث عن تفاصيل الحياة كما تعرفها... تفتش بﻻ جدوى عن مﻻمح، عن ظهر قلب تحفظها... متى تغير وجه مدينتنا؟!
تلقى غرباء يحملون وجوه أشباح من الماضى... تتجاذب أطراف أحاديث بليت حبالها منذ زمن... متى إنقطعت اﻷحاديث؟!
تمشى بين أطﻻل الصبا فﻻ تسمع لخطواتك نفس الوقع، تلتفت فﻻ ترى لأقدامك أثر... تجفل... تسرق العجوز الماكرة السؤال من عقلك... من أنت؟!
تهرب من العجوز المتشككة... تمضى فى رحلة بحثك عن لمحات تطابق الذاكرة... من أنت؟!
يرددها عقلك بإصرار...
أنا... أنا...
أنا صدى أنا الذى مضى!!

الثلاثاء، 4 مارس 2014

الليلة موعد إكتمال القمر...
سيعوى الذئب ويعوى طوال الليل...
ستصاب جميع الحيوانات بالرعب...
أما أنا... فسيعذبنى الحنين...
يعتقد الجميع أنه يعوى رغبة فى القمر...
وأعرف أنه ينادينى...
فى ليلة مقمرة إلتقت عبوننا...
لم يهاجمنى يومها... تأمل عيونى طويﻻ... وإكتفى...
وحين ركضت لم يطاردنى... وإن طاردتنى نظرته كل ليلة بعدها...
فى كل ليلة مقمرة بنادينى...
أيشتهى عيونى أم دمى...
يوما ما سيغلب شوقى حيرتى فألبى النداء...
وقتها فقط ربما سأعرف على وجه اليقين ما يروى عطشه...

الاثنين، 3 مارس 2014

تضاد العبث والعدم
فكن عبثا أو.. ﻻ تكن

إمﻷ رئتيك بالهراء
أو حارب طواحين الهواء

واهتف فى وجه العبث
ليجيبك صوت العدم

منهك أنت حتى الموت.. فاصمت
منتهك حتى الوجع... فاصرخ

اصمت بكل ما فيك من غضب
اصرخ بما تبقى فى صدرك من هواء

سيتردد صمتك فى ساحات العدم
ويموت صوتك بيد العبث

سيحييك صمتك... ربما
أو يميتك صمت الصدى

السبت، 1 مارس 2014

دينا...
مش عارفة فعﻻ لمحت وشه بينهم من بعيد وﻻ إتهيألى، لما قربت مكنش موجود، يمكن عينى خدعتنى من كتر ما بتدور عليه.
قلبى بيقولى أن سوكا مش هييجى الجمعية تانى، آخر مرة حسيت فى بصته حاجة مفهمتهاش، ورغم إنه إختفى قبل كدة أكتر من مرة كان بيقول النظام خنقنى بس كان بيرجع لما الفوضى تقرصه.

سوكا...
أول ما لمحت أبلة دينا بتوزع الساندوتشات على العيال جريت بسرعة قبل ما تشوفنى، رغم إنى بقالى يومين ما دقت لقمة عدلة، معدتش قادر أعلق نفسى بدفا ولقمة حلوة مش دايمين، ﻻ هاقدر أرجع بيت أبويا يتسرق عرقى وأتهان كل يوم، وﻻ اقدر أعيش فى بيت أمى اللى باموت فيه كل يوم.

دينا...
أطفال كتير عدوا عليا فى الجمعية بقيت أقدر أفرق بين اللى جاى لﻷكل والفلوس وهيهرب وبين اللى تعب ونفسه إيد تتمد له.
سوكا غير كل اﻷطفال فى حاجة فى عينه عمرها ما عدت عليا.
سوكا بيحكى حكايات تشيب عن الجوع والبرد والواد سيد اللى بيموته من الضرب و وشه جامد كأنه بيحكى عن حد تانى، بس لما يتكلم عن أمه صوته بيتخنق ألف مرة من الوجع، ربنا يسامحها إزاى حرمته من حب بتديه قدامه لوﻻدها التانيين، الولد بيقولى أنا عمل أمى الردى اللى نفسها ماتشوفوش علشان كدة مش بتبصلى.

سوكا...
أبلة دينا مستغربة إن علوة الكبير بياخد شقانا آخر اليوم طيب ما أهالينا بيعملوا كدة برده على اﻷقل ما بيتحكمش فينا بيفضلنا قرش ناكل لقمة حلوة و نظبط دماغنا، علوة حتى بيسيبنا نلعب مش هيجرجرنى ﻷسطى زكى زى أبويا يطلع عين أهلى ﻻ ويوصيه كمان إضربه لو عصلج ده عيل تلفان.
بتقولى عضمك ما وجعكش من النوم تحت الكوبرى يا أبلة ضرب ابويا بيوجع عضمى وقلبى كمان.

دينا...
سوكا أحيانا بيحسسنى إنى القشة اللى متعلق بيها، بيسمع كﻻمى ويحضر الدروس، بيلتزم حتى فى الصﻻة، ويرجع فجأة يختفى.

سوكا...
أبلة دينا مش فاهمة إنى لما باشوف فى عينها حنية أو دمعة بتحوشها وأنا جايلها متبهدل وباحكيلها باغضب على أمى أكتر واكره نفسى واكرها واكره الدنيا كلها.
وارجع أترمى فى حضن شارع مش هادور فيه على حنية، الشارع قاسى بس صريح معايا.
مش فاهمة إن اللقمة والدفا والحنية ملهمش أى معنى طالما هترجع للشارع بعدهم.
يا أبلة والنعمة البطانية اللى بتديهالى عمرها ما غطتنى علوة بيبيعهم.

دينا...
متأكدة إنه مش راجع المرة دى، كل ماسمع خبر عن جثة مجهولة لطفل سرقوا كليته، أو رموه فى النيل بعد ماغتصبوه، او حتى مات فى خناقة على فلوس هاغمض عينى علشان مشوفش الوشوش.