كانت تكبره بعامين على اﻷكثر، لكنه لم يرى سوى معلقا بطرف جلبابها، يصحبها كظلها، عيناه معلقتان دائما بها كأنها وجهته الوحيدة، أما هى فتنظر أمامها فى ثبات، ﻻ تلتفت إليه أبدا كأن وجوده هناك أمر ﻻ يستحق اﻹلتفات، ولكن يوم ترك طرف الجلباب، كانت هى من تعثرت خطواتها ﻻ هو....
الجمعة، 28 فبراير 2014
الأربعاء، 26 فبراير 2014
الغياب... الغياب حضور مستمر شديد الوضوح للتفاصيل...
وأنا... أنا إختبرت غيابين... وشتان بين غيابين...
غياب عثرت فيه على موطن الروح... وغياب سلب منى هذه الروح...
غياب... وغياب... وبينهما لقاء... غير كل شيئ...
فى القرب تصبح التفاصيل غير مرئية... أما الغياب فيعطيك الوقت لمراجعة كل المشاهد...
كان دائم الحضور... وكان حبه كافيا ليمنح نفسه حق اﻹهتمام... اللوم... العتاب... الغضب حتى إذا ضايقه منى أى شيئ...
وكان حبى كافيا ﻷبارك هذه الحقوق وأسعد بها دون أن أدرك ذلك...
فى غيابه رأيت نظراته العاشقة التى ﻻ يخطئها القلب آﻻف المرات... فى غيابه أيقنت أنه إنتقل من منزلة الصديق رفيق الروح إلى منزلة الروح نفسها...
رأيت ثقب الروح الذى ﻻ يمﻷه سواه...
وكان اللقاء...
أخبرته عما فعل بى البعد... أخبرته عن الفراغ الذى تركه غيابه...وصفت له الثقب بروحى... فأخبرنى...
أخبرنى... بﻻ شيئ... صفعنى الصمت فغادرت فاقدة اﻹتزان...
ليبدأ الغياب الثانى... غياب غاب عنه اﻷمل فتحولت التفاصيل لعذابات تحاصرنى...
أتسائل كل يوم عن صمته... عن بوحى... عن شكل الثقب بداخله... فيجيبنى الصمت...
أعشق تأمل مﻻمحك أثناء نومك... وقتها فقط تعودين حبيبتى التى عرفتها منذ سنوات الدراسة... يؤلمنى فى صحوك أن أرى اﻷلم يعتصر تلك المﻻمح التى طالما عشقتها... يحزننى الخوف الذى يكسوها بإستمرار...
حاولت طمئنتك بشتى الطرق أنى باق مهما إشتد بك المرض... ولكن الخوف ﻻ يغادر عيونك...
الخوف يخيم ببيتنا... بيتنا الذى بنيناه بالحب منذ أربع سنوات... بدﻻ من أن يشاركنا فيه طفل يشبهننا... سكنه شبح الخوف... الخوف من النوبة القادمة... الخوف من عجزك عن الحركة... الخوف من رحيلى...الخوف ... الخوف يخنق حبنا...
باﻷمس حملتك بين ذراعى حين لم تقوى على السير... مسحت بقبﻻتى عن عيونك الدمع وعجزت أن أمسح عنها الحزن...
يحزنك أن تعجزك نوبة المرض عن الحركة...
يحزننى أيضا أﻻ أملك لك شيئا...
حبيبتى العجز يقتلنى...
حبيبتى خوفى من نفسى أيضا يقتلنى...
طالما أخبرتنى أننا كيان واحد... فلم اليوم تصرين على إعتبارى آخر...
حاربى خوفك كى أرى فى عينيك أن الهروب إختيار غير مطروح...
أخبرينى أنى منك وأنك منى كما كنا دوما...
خوفى ﻻ يقل عن خوفك... فتعالى نحارب الخوف سويا قبل أن يخنقنا...
الاثنين، 24 فبراير 2014
بقربه تولد خفقة جديدة تغير لحن قلبها.. بقربه تتوهج و يزداد بريق عينها..
ما الذى جذبها إليه فى البدء.. هى التى طالما عشقت فى العيون البريق..
يوم فتح لها قلبه فى صمت.. لم لم بخفها ظﻻمه الحزين؟! أخافها عدم خوفها.. شعورها باﻷلفة مع ظﻻمه.. كأن وهجها خلق خصيصا لأجله..
أولدت هذه الخفقة أيضا لتحيى قلبه؟!
هو أيضا شعر بالراحة بقربها.. أذهله أن يشعر باﻷساس.. فما حسب اﻷرض تحيى بعد بوارها..
ذاك اليوم المشئوم لم لم يغضبه الرحيل؟.. لم لم يحزنه الغياب؟.. بدﻻ من البكاء كالبشر.. ذوى فى صمت كقنديل صدئ.. وغاب عنه البريق..
بعد هذه السنوات.. كيف تلمست هى طريقا لقلبه؟!
يوم رأى نفسه فى عينيها.. هاله الظﻻم.. تمنى أن تهرب بنفسها.. خشى أن يغرق وهجها فى ظلامه بدﻻ من أن يضيئه..
حاول أن يبتعد كثيرا.. فإقترب..
ﻻ هى تهرب.. وﻻ هو يبتعد..
وﻻ خوف عليهما..
فﻻ قمر تغشاه ظلمة ليل..
وﻻ ظلمة لليل يسكنه قمر..
السبت، 15 فبراير 2014
أسوارها العالية ﻻ تحجب خصﻻت شعرها الثائرة، بعكس غيره ﻻ يكفيه البقاء حولها، تخصه وحده بلمحات خاطفة، تجعله يتمنى الصورة الكاملة، تخيفه أسوارها العالية، تخيفه أكثر قدرته على إقتحامها، يفزعه أن تتملكه الصورة الكاملة ليصبح أسير اﻷسوار العالية...
أسوارها العالية ﻻ تحجب خصﻻت شعرها الثائرة، بعكس غيره ﻻ يكفيها منه البقاء حولها، تجاهد أسوارها لتصل إليه فى لمحات خاطفة، تتمنى أن تمنحه الصورة الكاملة، تخيفها أسوارها العالية، يخيفها أكثر أﻻ بحاول إقتحامها، يفزعها أن تبعده الصورة الكاملة لتبقى سجينة اﻷسوار العالية ...
الأربعاء، 12 فبراير 2014
الاثنين، 10 فبراير 2014
الخميس، 6 فبراير 2014
عن اﻷرق
الأحد، 2 فبراير 2014
إعتدل فى جلسته وإحتضن العود برفق... أردت أن أخبره أنه من المعروضات اﻷثرية، كما أنه بﻻ أوتار أيضا، ولكن شيئا ما فى عينيه جمد الكلمات فى حلقى... أسبل جفنيه وتحركت يده، فإذا بهذا اللحن ينساب بداخلى... كيف أصف لحنا سمعته بروحى ﻻ بأذنى، لحنا يتخطى بك الزمان والمكان ، لحنا كالمرآة يعكس نفسك، كيف أصف ما ﻻ يوصف... ﻻ أعرف لكم من الوقت حلق بى اللحن بعيدا ولكنى أعرف أنى عشت به عمرا آخرا...
توقف اللحن فجأة فكنت كمن هوى من القمر إلى اﻷرض... وإنتبهت إلى تلك السيدة تسألنى عن أحد المعروضات أجبتها سريعا ثم إلتفت...
لكنه لم يكن هناك... وكذلك العود اﻷثرى...