الجمعة، 28 فبراير 2014

كانت تكبره بعامين على اﻷكثر، لكنه لم يرى سوى معلقا بطرف جلبابها، يصحبها كظلها، عيناه معلقتان دائما بها كأنها وجهته الوحيدة، أما هى فتنظر أمامها فى ثبات، ﻻ تلتفت إليه أبدا كأن وجوده هناك أمر ﻻ يستحق اﻹلتفات، ولكن يوم ترك طرف الجلباب، كانت هى من تعثرت خطواتها ﻻ هو....

خلف الجدار رأيتهم صغار حالمون
يحلمون بزرقة السماء ملء العيون
بحلمون بالسعادة وباﻷمل يغنون
أيها الجدار تحطم اليوم....أقول
أيها الجدار تمهل لغد....يجيبون
أيها الجدار بل إبق فنحن
نتوق للنور ولكنا...للظﻻل عاشقون

الأربعاء، 26 فبراير 2014

الغياب... الغياب حضور مستمر شديد الوضوح للتفاصيل...
وأنا... أنا إختبرت غيابين... وشتان بين غيابين...
غياب عثرت فيه على موطن الروح... وغياب سلب منى هذه الروح...
غياب... وغياب... وبينهما لقاء... غير كل شيئ...

فى القرب تصبح التفاصيل غير مرئية... أما الغياب فيعطيك الوقت لمراجعة كل المشاهد...
كان دائم الحضور... وكان حبه كافيا ليمنح نفسه حق اﻹهتمام... اللوم... العتاب... الغضب حتى إذا ضايقه منى أى شيئ...
وكان حبى كافيا ﻷبارك هذه الحقوق وأسعد بها دون أن أدرك ذلك...
فى غيابه رأيت نظراته العاشقة التى ﻻ يخطئها القلب آﻻف المرات... فى غيابه أيقنت أنه إنتقل من منزلة الصديق رفيق الروح إلى منزلة الروح نفسها...
رأيت ثقب الروح الذى ﻻ يمﻷه سواه...

وكان اللقاء...
أخبرته عما فعل بى البعد... أخبرته عن الفراغ الذى تركه غيابه...وصفت له الثقب بروحى... فأخبرنى...
أخبرنى... بﻻ شيئ... صفعنى الصمت فغادرت فاقدة اﻹتزان...

ليبدأ الغياب الثانى... غياب غاب عنه اﻷمل فتحولت التفاصيل لعذابات تحاصرنى...
أتسائل كل يوم عن صمته... عن بوحى... عن شكل الثقب بداخله... فيجيبنى الصمت...

أعشق تأمل مﻻمحك أثناء نومك... وقتها فقط تعودين حبيبتى التى عرفتها منذ سنوات الدراسة... يؤلمنى فى صحوك أن أرى اﻷلم يعتصر تلك المﻻمح التى طالما عشقتها... يحزننى الخوف الذى يكسوها بإستمرار...
حاولت طمئنتك بشتى الطرق أنى باق مهما إشتد بك المرض... ولكن الخوف ﻻ يغادر عيونك...
الخوف يخيم ببيتنا... بيتنا الذى بنيناه بالحب منذ أربع سنوات... بدﻻ من أن يشاركنا فيه طفل يشبهننا... سكنه شبح الخوف... الخوف من النوبة القادمة... الخوف من عجزك عن الحركة... الخوف من رحيلى...الخوف ... الخوف يخنق حبنا...
باﻷمس حملتك بين ذراعى حين لم تقوى على السير... مسحت بقبﻻتى عن عيونك الدمع وعجزت أن أمسح عنها الحزن...
يحزنك أن تعجزك نوبة المرض عن الحركة...
يحزننى أيضا أﻻ أملك لك شيئا...
حبيبتى العجز يقتلنى...
حبيبتى خوفى من نفسى أيضا يقتلنى...
طالما أخبرتنى أننا كيان واحد... فلم اليوم تصرين على إعتبارى آخر...
حاربى خوفك كى أرى فى عينيك أن الهروب إختيار غير مطروح...
أخبرينى أنى منك وأنك منى كما كنا دوما...
خوفى ﻻ يقل عن خوفك... فتعالى نحارب الخوف سويا قبل أن يخنقنا...

الاثنين، 24 فبراير 2014

بقربه تولد خفقة جديدة تغير لحن قلبها.. بقربه تتوهج و يزداد بريق عينها..
ما الذى جذبها إليه فى البدء.. هى التى طالما عشقت فى العيون البريق..
يوم فتح لها قلبه فى صمت.. لم لم بخفها ظﻻمه الحزين؟! أخافها عدم خوفها.. شعورها باﻷلفة مع ظﻻمه.. كأن وهجها خلق خصيصا لأجله..
أولدت هذه الخفقة أيضا لتحيى قلبه؟!

هو أيضا شعر بالراحة بقربها.. أذهله أن يشعر باﻷساس.. فما حسب اﻷرض تحيى بعد بوارها..
ذاك اليوم المشئوم لم لم يغضبه الرحيل؟.. لم لم يحزنه الغياب؟.. بدﻻ من البكاء كالبشر.. ذوى فى صمت كقنديل صدئ.. وغاب عنه البريق..
بعد هذه السنوات.. كيف تلمست هى طريقا لقلبه؟!
يوم رأى نفسه فى عينيها.. هاله الظﻻم.. تمنى أن تهرب بنفسها.. خشى أن يغرق وهجها فى ظلامه بدﻻ من أن يضيئه..
حاول أن يبتعد كثيرا.. فإقترب..

ﻻ هى تهرب.. وﻻ هو يبتعد..
وﻻ خوف عليهما..
فﻻ قمر تغشاه ظلمة ليل..
وﻻ ظلمة لليل يسكنه قمر..

السبت، 15 فبراير 2014

أسوارها العالية ﻻ تحجب خصﻻت شعرها الثائرة، بعكس غيره ﻻ يكفيه البقاء حولها، تخصه وحده بلمحات خاطفة، تجعله يتمنى الصورة الكاملة، تخيفه أسوارها العالية، تخيفه أكثر قدرته على إقتحامها، يفزعه أن تتملكه الصورة الكاملة ليصبح أسير اﻷسوار العالية...

أسوارها العالية ﻻ تحجب خصﻻت شعرها الثائرة، بعكس غيره ﻻ يكفيها منه البقاء حولها، تجاهد أسوارها لتصل إليه فى لمحات خاطفة، تتمنى أن تمنحه الصورة الكاملة، تخيفها أسوارها العالية، يخيفها أكثر أﻻ بحاول إقتحامها، يفزعها أن تبعده الصورة الكاملة لتبقى سجينة اﻷسوار العالية ...

الأربعاء، 12 فبراير 2014

يعلن تمرده على اﻷيام المقولبة
يثور على التفاصيل المكررة
ويلعن رائحة العطن
يدور فى سواقى اﻷيام المرهقة
يستسلم لعادات المساء المنهكة
ويلعن رائحة العطن
ينفث دخان سيجارته الرابعة
ينصت لضحكات جارته الصاخبة
ويلعن رائحة العطن
يصبح التمرد عادته المفضلة
قطرة بريئة تسفط فى البركة المعتقة
وتفوح رائحة العطن

الاثنين، 10 فبراير 2014

المجد للروح
لمن بقدرة الصمت ملك سر البوح
المجد للرغبة
لمن فلت من شعاب الرهبة
المجد للهبة
لمن فك شفرة الحقيقة المرعبة

المجد لﻹنسان قبل الكيان
للحلم قبل العلم والمعنى قبل الكلام
للخطوة قبل الطريق والسكك قبل البيبان

المجد لﻹنسان
المجد لﻹنسان

الخميس، 6 فبراير 2014

عن اﻷرق

محارب مغوار يخوض كل معارك النهار ، يلملم من الغنائم ما تصل إليه يداه، هنا دمعة بللت ضحكة، هنا غنوة إحتضنت فكرة، هنا كلمة، هنا نظرة... فإذا ما جاء الليل عاشقا متبتلا صار ، يذبح بيديه غنائم النهار ، قربانا لسلطان الليل ملك اﻷسرار... على مذبح سلطان الليل تتحول القرابين إلى دوامات و أنهار، يدور فيها ويسبح إلى أن ينهار... الفجر سلطان الرحمة يشفق على مقاتل فقد كل سﻻح ، يتقبل صﻻته ، يمنحه السﻻم عله لبرهة من الزمان يرتاح... متعجﻻ يأتى الصباح.. لتبدأ من جديد رحلة البحث عن قربان يليق بذاك الثقب اﻷسود المهيب المسمى الليل...
 

الأحد، 2 فبراير 2014

إعتدل فى جلسته وإحتضن العود برفق... أردت أن أخبره أنه من المعروضات اﻷثرية، كما أنه بﻻ أوتار أيضا، ولكن شيئا ما فى عينيه جمد الكلمات فى حلقى... أسبل جفنيه وتحركت يده، فإذا بهذا اللحن ينساب بداخلى... كيف أصف لحنا سمعته بروحى ﻻ بأذنى،  لحنا يتخطى بك الزمان والمكان ، لحنا كالمرآة يعكس نفسك، كيف أصف ما ﻻ يوصف... ﻻ أعرف لكم من الوقت حلق بى اللحن بعيدا ولكنى أعرف أنى عشت به عمرا آخرا...
توقف اللحن فجأة فكنت كمن هوى من القمر إلى اﻷرض... وإنتبهت إلى تلك السيدة تسألنى عن أحد المعروضات أجبتها سريعا ثم إلتفت...
لكنه لم يكن هناك... وكذلك العود اﻷثرى...