الأحد، 30 نوفمبر 2014

 
تسكن رأسى عدة أشباح.. يزداد نشاطهم ليلا و أصم أذنى عنهم على استحياء فى الصباح.. على رأس أشباحى كهل ذو لحية بيضاء.. يشبه أبطال أساطير الرومان.. يمسك إزميلا ينتحت أفكارى يعيد تشكيلها كلما صارت كتلا صماء.. يصنع منها تارة فوضى مشوهة.. وتارة يرس...م بديع آيات الجمال.. ﻻ تزعجنى دقات إزميله قدر ما يؤلمنى طنين جنيتى الصغيرة الحسناء.. تلك التى تحلق دون توقف تبحث عن مخرج من رأسى الصماء.. شبحى الثالث طفل يلهو بأحجية يعيد تفكيكها كلما بلغ الكمال.. وبالجانب البعيد إمرأة تعزف أعذب اﻷلحان.. ولكن نايها مسحور يجتذب لرأسى الأشجان كما جذب العازف فى القصة الفئران..
يحلو ﻷشباحى فى بعض حين أن تستضيف غيرها من اﻷشباح.. فتزور أم حنون طفلى تهدهده.. وترافق جنيتى فى التحليق بعض الفراشات.. يحلو لعجوزى أيضا أن يطلع البعض على ما نحتته يداه دون إذنى.. ويحلو لعازفتى أن تسمع ألحان شجنها بعض اﻵذان.. ﻷشباحى جنونهم الخاص.. ولى معهم الليل خالصا من عقلاء الصباح..

السبت، 29 نوفمبر 2014

الكلمات ملاذنا
الكلمات منفانا
أصداءُ رفيفِ أجنحتنا
و صليلُ أصفادِ رُؤانا
 
معشوقة الحلمِ اﻷولى
كم أغوت بالبراءة أقلام صِبانا
فرُحنا نطوف بأرضها..
نغرِس فى لهفٍ ياسمين هوانا
وكم خانت عناقنا..
فتسللت به للعلقم فى خفايانا
و رَوَت به نبتنا.. ففاح بالمُرِ شذانا
 
كم بِجمَاليون من أحرفٍ خلقنا
فأدمينا اﻷنامل لننحت..
من صخرِ الجُمود شِفاها
و أذبنا ﻵلهة المعانى نفوسنا..
شمعا يضيء محراب رِضاها
و صلينا لتَبعث من أرواحنا..
حياةً فى صدور دُمانا
فنطقت لتنكر سر نبضها
و باحت بغير ما همست..
بين السطور دِمانا
 
بحور حيرتنا العتيقة هى..
كم حملت بالخيال للأُفق خطانا
وكم أغرقنا بها ثقل أصواتنا..
وتمنينا أن يحمل الموج صدانا
 
لعنة أساطيرنا
و مسطور خطايانا
الكلمات ملاذنا
الكلمات منفانا

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

فى الحانة ملاح عجوز.. يحلو له أن يروى كل يوم كيف نجا وحده من صخرة الموت.. يقول يسكنها مارد حاول يوما أن يهزم آلهة الموت.. فكانت لعنته أن يرى كل منتصف ليل ألف موت.. يجلس فوق صخرته منذ شروق الشمس ينتظر فى قلق يقضم أظافره فى صمت.. وعندما تدق أجراس الموت فى منتصف الليل.. يسرع ليمد يده لينقذ البحارة من بين جبال الموج.. ليكتشف أنه قد قضم أصابعه فى إنتظار الليل.. فيرى فى اﻷعين خذلان ما قبل الموت.. يسخر كل من بالحانة من الملاح.. و أسأله أنا كيف نجا.. ينظر إلى ويعود إلى الصمت.. يتكرر ذلك فى كل يوم.. وكأن قصته وسؤالى لعنتنا كما المارد لعنته الموت.. ويوم ماتت رغبتى فى معرفة الجواب.. نظر إلى طويلا وقال.. لم أمد له يدى بل مددتها بلهفة ﻵلهة الموت.. فلفظتنى أفواه الموج..
 

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

ما أعرفه منك لا يشبهنى..
و ما ﻻ تعرفه منى يخيفك..
ولكن..
شيئ منى يعرفك يطمئن بين ضلوعك..
وشيئ منك يشبهنى يستكين بداخلى..
شيئ ما بيننا..
أقوى من الخوف.. و أكبر من المعرفة..
شيئ يذيب الوحشة ويختزل المسافات..
 
 
أعرفت من قبل إحساس السقوط ﻷعلى؟! أن يدرك كل ما فيك أنك ترتفع عدا قلبك الذى يهوى مذعورا بين ضلوعك.. أنت ترتفع ولكنك ﻻ تشعر بحرية الطيران.. ترتفع وﻻ تملك لذعر قلبك رفاهية اﻹرتطام..

تلك الليالى عاجزة يا صاحبى.. عاجزه كعجزك الليلة عن التواصل بعيدا عن قلمك.. كعجزى عن إستقبال كلماتك بغير صوتك.. صوتك الذى طالما فض عن الكلمات أثوابها.. وتركهن كعذروات يتأهبن للمنح فى خجل وسخاء.. يتألقن باكتشاف ما لم يعرفن بداخلهن من الشهوات..
أتعرف ان إسمى بصوتك يشبهنى أكثر منى.. يأتينى محملا بلون أزرق كحجر مولدى.. معبفا برائحة البحر فى أيام عطائه.. يأتينى فيرسم لى حدود موطنى..
اهمس باسمى الليلة.. وكل ليلة.. تشبث به وإن استعصت عليك سائر الكلمات.. ﻻ تتركنى لتلك الليال تسرق معناى بعجزها وتجمدنى كغيرى من الكلمات..
 

الأحد، 9 نوفمبر 2014

ربما تفكر فى الصباح أن تحفر ثقوبا فى الجدار بينك وبينهم.. ثم تكتشف فى المساء أن اﻷمر لم يستحق أن تخمش صدرك بأظافرك بهذا الدأب طوال اليوم وأن هوائك يتسرب من بين ضلوعك.. فتعيد سريعا رأب شروخ فقاعتك وأنت تعلم أنها تزداد ضبابية مرة تلو اﻷخرى.. تتمنى أن تتوقف عن اتخاذ القرارات الغبية واﻹكتفاء برؤية أفواههم تتحرك خارج الفقاعة بلا صوت.. واﻹستماع لنقراتهم على الجدران كلحن يؤنس وحدتك يذكرك بأنهم أحياء..

الجمعة، 7 نوفمبر 2014

تعرف جيدا أنك تصارع أمواج من زبد.. ولكنك تستمر فى التألم وممارسة الغرق.. ربما تأمل أن تصدقك عيناك فتدمعان.. حينها.. قد لا تضطر لﻹعتراف بأنك جاف تماما.. وأن الملح بحلقك كلمات تحاول الهرب..