السبت، 4 يناير 2014

فى خريف ما

سألتك يومها (لم تتهمون الخريف بالحزن؟ أنا أراه ساحرا يحمل الهواء فيه لحن خفى يدفعنى للجنون)
أذكر اﻵن نظرتك التى طالت بوضوح ،نظرة كانت أعمق من قدرتى يومها على الغوص ومن قدرتك على البوح.
قلت( الخريف ساحر ماكر فكما يعصف الهواء فيه بأوراق الشجر يفعل الخواء بنفوس البشر
تتساقط اﻷوراق وتتﻻعب بها الرياح فترقص فى جنون والنفوس تتجدد بها المشاعر والشجون
أنتى ﻻ تسمعين ذاك الصوت الخافت لتحطم اﻷوراق الجافة تحت قدميك وكذلك لن تسمعى اﻷنات الخافتة لقلوب أصابها الوهن)
إتهمتك بفلسفة الطبيعة وتقافزت فوق كومة من اﻷوراق أبعثرها يمينا ويسارا، شاركتنى يومها الضحك والجنون
أه لو كنت معى اليوم تشاركنى كما تعودنا الطريق لعجبت لخطواتى المتعثرة
فقد صرت أتحسس موقع قدمى بين أوراق الشجر منذ أصبح صوت تحطمها يصل ﻷذنى بوضوح
ولكنك لست معى ولن تكون
فقد رحلت
كان قلبك أشد وهنا مما ظننت فرحلت
هكذا وبكل بساطتك رحلت
ليغيب اللحن الخفى ويختفى من أيامى الجنون
ويصيب قلبى الوهن وتسكنه الشجون


 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق