الثلاثاء، 6 يناير 2015

طوى ظل مئذنة الجامع الكبير
بأول شارعه
وظل عمود الإنارة
أمام منزل جدته
وانحناءات ظلال الأجراس
بمدراس طفولته
وظلال نافذته المتراقصة
على جدران غرفته
وضعهم بحرص فى قاع حقيبته
ثم قال
ثقيل ظل مدينتى
 
سرق شيئا من ضياء القمر
المفترش أرض شرفته
وشيئا من انعكاس شعاع الشمس
على نافذة جارته
وبعض اللؤلؤ المنثور
على سطح نيل بلدته
والآخر المخبوء
بابتسامات فتيات حارته
أغلق عليهم عيونه
ثم قال
مظلمة هى مدينتى
 
لملم أصداء ضحكات أسرته
ونشاز البائعين بحارته
صخب الأطفال فى الصباح
وضجيج الرفاق فى المساء حول قهوته
أخفاهم بحقيبة يده
ثم قال
صاخبة هى مدينتى
 
أخذ أحاديث الرجال المكررة
وشرود نظرات العجائز المتفهمة
ابتسامات الشباب الخبيثة المتهكمة
وشجار السائق ثم ارتفاع عقيرته
بالأغانى الماجنة
عبأ بالوجوه ذاكرته
ثم قال
قساة أهل مدينتى
 
أخفى ذاته بعناية
فى أدراج مكتبه
على رف مرآته أودع ضحكته
طوى ذكرياته بحرص
و وسدها بالدولاب ملابسه
ثم قال
غريب أنا بمدينتى
 
حمل مدينته وهجر ذاته
رسم على وجهه فى الوداع استهانته
قالوا هجر مدينته وذهب بذاته
رسموا على وجوههم قرار إدانته
دفنوا أوزار الرحيل بعمق حقيبته
 ثم قال
راحل أنا يا مدينتى
وبالحقيبة تآكل فى صمت
كل ما للرحيل أعده

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق