بتمنى أن تنقضى ساعات العمل ليعود لكنزه من جديد.. واﻷهم ليتيقن من أنه لم يكن حلما..
دخل الغرفة بلهفة.. كان الصوت هناك.. وكان هناك كل مساء.. أصبحت تلك الغرفة هى حياته كلها وضع بها فراشا صغيرا وصار يقضى ليله هنا قرب الجدار.. يقرأ قليلاً ويقلب فى محتويات المكتب حتى تبدأ اﻷنفاس فى الإرتفاع تدريجيا.. يترك كل شيئ وينصت.. يميّز تقطّع اﻹجهاد من تهدّج اﻹثارة.. إنتظام الطمأنينة من هدوء السعادة.. صار يميّز روح كل نفس ويرسم له حياة كاملة..
منذ أسبوع أزال جزء من ورق الحائط وبدأ ينبش بأصابعه الجدار.. يريد أن يقترب أكثر من الصوت.. الليلة يفكر أن يستمر فى النبش حتى يصل لصاحب الصوت.. أو تكون صاحبة الصوت؟!
منحته الفكرة مزيدا من الحماس.. فكلما لفته جمال إحدى زميلاته بالعمل تخيل أن تجمعه غرفة مع إمرأة لا تردد الجدران تمرد أنفاسها.. يتخيل أنفاسها منتظمة باردة قرب أذنه فيجفل ويعود إلى وحدته..
لم يتصور يوما أن جدارا يمكن ان يكون بهذا السمك هو اﻵن يكاد يكون بأكمله داخل الجدار.. ولكن الصوت أوضح ما يكون يكاد يتحول للهاث محموم.. ينبش وينبش.. يشعر بالظلام يحيط به كأن الجدار يغلق خلفه لا بهم فأصابعه اﻵن تشعر بملمس ورق الحائط.. يمزق الورق بلهفة.. يغمر عينيه ضوء القمر…يقف بأنفاس مبهورة يتأمل بسعادة بخار أنفاسه المتكثف على زجاج سطح مكتبه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق