الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

بشر يأتون وآخرون يرحلون.. أيام نكتبها وأخرى تكتبنا.. ويظل الشتاء دوما المخلص العائد بعد كل غياب.. تضم برودته يدى برقة فتكتسى أطراف أناملى بحمرة الخجل أو زرقة الرهافة.. دون أن يعبث بأوصال دفئى.. تنساب روحى رغما عنى للقاء أمطاره فى لهفة.. تلثمها قطراته على مهل فتمحو عنها كل ما علق بها دون بوح..
فمال شتائى هذا العام عائد منكسر يحتمى بصدرى كطفل مهزوم.. أمطاره بكاء يغرق نفسى.. وبرودة خوفه يرتجف لها قلبى..
رفقا بى يا شتائى المحزون.. فروحى ملطخة هذا العام بأقدام آلاف العابرين فى إنتظار أمطارك لتغمرنى لا لتغرقنى.. إستباحوا روحى فى غيابك ثم سرقوا فى الليل من اﻷرض آثار خطوى.. اجتثوها من قلب اﻷرض.. حتى خطواتى الوليدة سرقوا آثارها من المهد قبل أن أغرس جذورها فى اﻷرض..
ضاع من اﻷرض خطوى.. وقالوا تسير بلا أثر سحر هذا أم معجزة؟!
قلت ياويلى بل أسير بلا أرض مات السحر إذن و ولى زمان المعجزة..
وانتظرتك.. انتظرتك رغم ذلك بأمل مخادع لتكون لى المعجزة فتعيد خطوى..
فرفقا بى يا شتائى.. ابك بصدرى ما شئت ثم عدنى أن تمنحنى ما أتماسك به حتى تعود لخطواتى اﻷرض..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق