الخميس، 25 ديسمبر 2014

أيقظته حركة الجالس بجواره من غفوته.. حاول من جدبد أن يرسل بصره عبر النافذة بحثا عن أى إشارة تجنبه طرح التساؤل المحرج.. اللعنة على خلايا ذاكرته كيف لا تحمل أى صورة لركوبه تلك الحافلة أو أدنى فكرة عن وجهتها.. باﻷمس كاد أن يستجمع شجاعته ويسأل السائق ولكن نظرة بجانب عين السائق سبقت السؤال فوأدته بحلقه.. نظرة تهكمية ربما.. عدائية أو خاوية لا يعرف ولكتها أسكتته..
عجبب هذا الطريق.. كلما زاد بحثه فيه عن العلامات زادت ملامحه إبهاما.. صار الخروج من هذه الحافلة المقيتة إلى أى مكان هو غاية حلمه..
إستيقظت كل حواسه مع زمجرة المكابح العتيقة.. إلتفتت وجوه جميع الركاب إليه.. فجأة يبدو كل شيئ جليا.. قلبه ينبض بعنف يكاد يحطم أضلعه.. يعرف تماما ما عليه فعله.. ولكن ساقيه لا تقويان على النهوض.. تحيطه النظرات.. فجأة يبدو صندوق الصمت الثقيل المتحرك هذا أكثر اﻷماكن أمنا بالعالم.. يطول الوقت او ربما يهيئ إليه ذلك.. يبدو السائق على عجلة من أمره.. ينهض أخيرا ليهبط من الحافلة.. وقع قدميه على أرض الطريق يدوى بأذنيه كطلقات المدافع..
يتوجه لصندوق خشبى بعينه من بين مئات الصناديق العتيقة على جانبى الطريق.. يتمدد بداخله فى صمت..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق