الأربعاء، 26 فبراير 2014

الغياب... الغياب حضور مستمر شديد الوضوح للتفاصيل...
وأنا... أنا إختبرت غيابين... وشتان بين غيابين...
غياب عثرت فيه على موطن الروح... وغياب سلب منى هذه الروح...
غياب... وغياب... وبينهما لقاء... غير كل شيئ...

فى القرب تصبح التفاصيل غير مرئية... أما الغياب فيعطيك الوقت لمراجعة كل المشاهد...
كان دائم الحضور... وكان حبه كافيا ليمنح نفسه حق اﻹهتمام... اللوم... العتاب... الغضب حتى إذا ضايقه منى أى شيئ...
وكان حبى كافيا ﻷبارك هذه الحقوق وأسعد بها دون أن أدرك ذلك...
فى غيابه رأيت نظراته العاشقة التى ﻻ يخطئها القلب آﻻف المرات... فى غيابه أيقنت أنه إنتقل من منزلة الصديق رفيق الروح إلى منزلة الروح نفسها...
رأيت ثقب الروح الذى ﻻ يمﻷه سواه...

وكان اللقاء...
أخبرته عما فعل بى البعد... أخبرته عن الفراغ الذى تركه غيابه...وصفت له الثقب بروحى... فأخبرنى...
أخبرنى... بﻻ شيئ... صفعنى الصمت فغادرت فاقدة اﻹتزان...

ليبدأ الغياب الثانى... غياب غاب عنه اﻷمل فتحولت التفاصيل لعذابات تحاصرنى...
أتسائل كل يوم عن صمته... عن بوحى... عن شكل الثقب بداخله... فيجيبنى الصمت...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق