الأحد، 18 مايو 2014

وقفت فى ساحة الحيرة تتأمل بوابتى القرار فى رعب.. كان حارس بوابة العقل يحيط قلوب المارين عبر بوابته بقفص صغير تبطنه أشواك ذهبية تقوم بوخز القلب إذا ما اختلج بما يخالف إيقاع العقل الرتيب.. بينما منح حارس بوابة القلب المارين قفص كبير يتسع للمار وعالمه أيضا يكاد المار يكون حرا بداخله لوﻻ آﻻف العيون المستنكرة التى تبطنه واﻷفواه التى تهمهم باحكام غاضبة..
بدا اﻷمر مرعبا سألها حارس القلب بابتسامة.. اول قرار كبير؟ بينما لوى حارس العقل شفتيه فى تهكم.. هزت رأسها فقال ولكن عليك ان تختارى اﻵن.. هتف حارس العقل فى تبرم هيا قررى.. قررى.. قررى..
استيقظت وعقلها يطن قررى.. ارتدت مﻻبسها على عجل وغادرت غرفتها التقت بعيون امها التى كانت تشبه حارس العقل اﻵن تكاد عيونها تهتف بها قررى.. قررى.. مرت أمام أبيها فأدركت كيف يمكن لوخز النظرات الغاضبة ان يكون أقسى من آﻻف اﻷشواك..
فتحت باب الشقة وهى تتمنى أن تفتح صدرها وتسمح لقلبها بالتحليق بعيدا حيث يختلج كما يهوى..
ولكنها توقفت قليﻻ ثم قالت دون أن تستدير موافقة.. أغلقت الباب خلفها فى هدوء سجان عجوز وارتجف قلبها فزعا بين اﻷشواك الذهبية..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق