الأربعاء، 14 مايو 2014

ودعت غربتى أخيرا وعدت إلى قريتى.. يوسف أول من أريد أن أرى.. على سطح ماء النهر وجدته ممددا.. يوسف.. يوسف..لم يجبنى.. مددت يدى.. تشبث بى دعنى أنتشلك.. و ﻻ شيئ.. يوسف كان جذع شجرة مجوف يحمله الماء.. تمددت بجواره.. احتضنته.. أصبحت نبتة خضراء على سطحه.. مل النهر من حملنا فألقى بنا إلى الشﻻل.. رأيته يبتسم لى أثناء سقوطنا.. هبطنا وسط أشواك كثيرة.. نبتتين خضراوين.. خفت.. التف عودى اﻷخضر حول يوسف الذى ارتفع بفروعه عاليا وارتفعت معه.. نظرت لﻷسفل.. كانت اﻷشواك قد اختفت ونبتت لنا أقدام.. عدونا سويا إلى النهر.. جذبنى يوسف لنقفز.. خفت ان نعود جذع ونبتة.. أشار الى يميننا.. رأيتنى هناك شاردا أحدق فى النهر.. كان وجهى عجوز مخيف كجذع شجرة مجوف.. قفزت معه إلى الماء فعدنا طفلين.. يوسف يا رفيق العمر.. يوسف يا طوفى الخشبى.. كيف بعثت الروح فى هذا الجذع الجاف.. كيف انتشلتنى من غربة عدت بها دون أن أدرى.. مددت لك يدى ﻷنتشلك وكنت أنا الغريق.. تشبثت بى وتشبثت بك حتى عدت بى إلى روحى.. فوجدتنى و وجدتك هناك مبتسما.. ترحب بعودتى فى براءة وكأنك لم تكن من أعادنى..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق