الأحد، 11 مايو 2014

تقول قواعد الفيزياء أن اﻷقطاب المتشابهة تتنافر.. ولكن ما لم يحدثنا عنه هؤﻻء العلماء هو التقارب القصير السابق للتنافر.. لم يخبرونا باﻷثر المخيف لتقارب اﻷقطاب القوية قبيل تنافرها.. ليتهم فعلوا.. ليتهم..
كان يعرف أنه مختلف.. به شيئ كالشمس يجتذب اﻵخرين للدوران فى مجاله فى مدارات يصنعوها بأنفسهم ويحدد هو درجة قربها أو بعدها بمهارة.. هى أيضا كانت لها شمسها الخاصة ولكن على عكسه كانت تجيد إخفائها فقد كانت تكره أن تكون مركزا لدوران أحد.. كانت تكتفى بتمثيل دور القمر تعكس نورا عذبا على وجه من تريد..
الحمقى فقط ﻻ يعرفون قدرهم او قدر غيرهم لذا حين التقيا عرف كل منهما على التو أنه أمام شمس أخرى.. إقتربا بفرحة من يعثر على من يتحدث لغته فى مدينة غريبة.. كان التقارب قصيرا وكان التنافر محتوما فهى لن تدور فى مجاله وهو لن يتخلى عن كواكبه.. ولكن هذا التقارب القصير كان كافيا ليعرف أنه وحيد رغم كواكبه ولتعرف انها تخدع نفسها.. كان كافيا ليرى كل منهما الفراغ بداخله.. ليعرف ما يفتقده وكأن اﻹنسان ﻻ يعرف قبح اللغة الغريبة على لسانه سوى بعد لقائه بغريب يتحدث لغته.. كان كافيا ليصبح التنافر قاسيا والتباعد مؤلما..
كان التقارب كافيا لتختلف مجاﻻتهما.. لتضطرب الكواكب من حولهما.. كان كافيا ليتغير عالميهما إلى اﻷبد.. ولكنه لم يكن كافيا أبدا لتغيير قواعد الفيزياء..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق