الثلاثاء، 11 مارس 2014

ناى الصحراء

أنا ناى الصحراء، تروى ألحانى أسرارها و يعكس نايى خفى شجنها...
ولكن اﻷمر لم يكن كذلك قبل العاصفة ...

ولدت فى الصحراء وعشت بها... ولكن كغريب ﻻ ينتمى لها، كيف يشعر المرء باﻹنتماء لمكان بهذا الجدب (هكذا ظننت)، شغلنى حنين دائم لم أعرف سره، بروحى عطش ﻻ يرتوى...
رفيق أيامى الوحيد كان نايى... أرافقت من قبل نايا؟ يتوحد الناى معك فى لحظات الوجع والشجن... يصبح صوتك... يبوح بين يديك بأسرارك وأسراره...
أتفهم حنينك يا صديقى ﻷرض إنتزعوك منها... فما سر حنينى أنا...

و جاءت العاصفة...
إحتمى الجميع منها و وقفت فى إنتظارها... تمنيت أن تحملنى رياحها إلى حيث يأخذنى الحنين أن تخرجنى من غربتى فى هذه الصحراء...
لم تحملنى العاصفة يومها... إقتحمتنى... جوفتنى ..جففت عودى كما يجدر بناى جيد أن يكون...
أسكنت الصحراء بداخلى بدﻻ من أن تحملنى لخارجها... عرفت العاصفة سر حنينى وجهلته... كنت أولى الصحراء ظهرى وأبحث... ولم بكن عطشى إﻻ لأسرارها... بكماء ظننتها؟ بل كنت أنا اﻷصم... كيف يشعر بالغربة من تكشف له الصحراء عن سرها...

تتردد أنفاس الصحراء اﻵن بداخلى تهمس لى بشجونها... نتوحد ونبوح عبر نايى كل ليل بسر جديد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق