السبت، 1 مارس 2014

دينا...
مش عارفة فعﻻ لمحت وشه بينهم من بعيد وﻻ إتهيألى، لما قربت مكنش موجود، يمكن عينى خدعتنى من كتر ما بتدور عليه.
قلبى بيقولى أن سوكا مش هييجى الجمعية تانى، آخر مرة حسيت فى بصته حاجة مفهمتهاش، ورغم إنه إختفى قبل كدة أكتر من مرة كان بيقول النظام خنقنى بس كان بيرجع لما الفوضى تقرصه.

سوكا...
أول ما لمحت أبلة دينا بتوزع الساندوتشات على العيال جريت بسرعة قبل ما تشوفنى، رغم إنى بقالى يومين ما دقت لقمة عدلة، معدتش قادر أعلق نفسى بدفا ولقمة حلوة مش دايمين، ﻻ هاقدر أرجع بيت أبويا يتسرق عرقى وأتهان كل يوم، وﻻ اقدر أعيش فى بيت أمى اللى باموت فيه كل يوم.

دينا...
أطفال كتير عدوا عليا فى الجمعية بقيت أقدر أفرق بين اللى جاى لﻷكل والفلوس وهيهرب وبين اللى تعب ونفسه إيد تتمد له.
سوكا غير كل اﻷطفال فى حاجة فى عينه عمرها ما عدت عليا.
سوكا بيحكى حكايات تشيب عن الجوع والبرد والواد سيد اللى بيموته من الضرب و وشه جامد كأنه بيحكى عن حد تانى، بس لما يتكلم عن أمه صوته بيتخنق ألف مرة من الوجع، ربنا يسامحها إزاى حرمته من حب بتديه قدامه لوﻻدها التانيين، الولد بيقولى أنا عمل أمى الردى اللى نفسها ماتشوفوش علشان كدة مش بتبصلى.

سوكا...
أبلة دينا مستغربة إن علوة الكبير بياخد شقانا آخر اليوم طيب ما أهالينا بيعملوا كدة برده على اﻷقل ما بيتحكمش فينا بيفضلنا قرش ناكل لقمة حلوة و نظبط دماغنا، علوة حتى بيسيبنا نلعب مش هيجرجرنى ﻷسطى زكى زى أبويا يطلع عين أهلى ﻻ ويوصيه كمان إضربه لو عصلج ده عيل تلفان.
بتقولى عضمك ما وجعكش من النوم تحت الكوبرى يا أبلة ضرب ابويا بيوجع عضمى وقلبى كمان.

دينا...
سوكا أحيانا بيحسسنى إنى القشة اللى متعلق بيها، بيسمع كﻻمى ويحضر الدروس، بيلتزم حتى فى الصﻻة، ويرجع فجأة يختفى.

سوكا...
أبلة دينا مش فاهمة إنى لما باشوف فى عينها حنية أو دمعة بتحوشها وأنا جايلها متبهدل وباحكيلها باغضب على أمى أكتر واكره نفسى واكرها واكره الدنيا كلها.
وارجع أترمى فى حضن شارع مش هادور فيه على حنية، الشارع قاسى بس صريح معايا.
مش فاهمة إن اللقمة والدفا والحنية ملهمش أى معنى طالما هترجع للشارع بعدهم.
يا أبلة والنعمة البطانية اللى بتديهالى عمرها ما غطتنى علوة بيبيعهم.

دينا...
متأكدة إنه مش راجع المرة دى، كل ماسمع خبر عن جثة مجهولة لطفل سرقوا كليته، أو رموه فى النيل بعد ماغتصبوه، او حتى مات فى خناقة على فلوس هاغمض عينى علشان مشوفش الوشوش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق